يستيقظ من أوجاعه، متجهًا صوب النافذة على أمل استنشاق الهواء النظيف، يدنو خطوة تلو الأخرى، وفي كل مرة يشتم روائح كريهة، حتى دنت عيناه إلى ما لم يتوقع رؤيته أسفل الشرفة ليكتشف الطامة الكبرى، "إيه الزبالة دي!!"، كمية كبيرة من المخلفات ملقاة بترع ومستنقعات أسفل مبرة كفر الدوار، الرجل الأربعيني هرب من القاذورات والمخلفات التي أصابته بالإعياء الجسدي لتتبع خطواته على فراش المرض.
"أحمد سعد" أدار ظهره على الفور للنافذة "الملوثة" هكذا وصفها، فالمرضى والخاضعون لفترات نقاهة بحاجة إلى مشاهد تريح بصرهم وهواء نظيف يعيد إليهم عافيتهم، أما هو والعشرات غيره من زوار ومقيمي مبّرة كفر الدوار مستثنون من ذلك الشعور، متسائلًا: "إزاي وزارة الصحة ساكتة على الكلام ده؟! المفروض المستشفى يتم نقله فورًا أو ردم الترعة علشان صحة العيان".
"دخلت المبرة قسم العظام فحجزوني بسبب التهابات المفاصل" بحسب "أحمد"، "مرضي ضيق التنفس وحساسية الصدر أو الكبد والرمد يتحملوا هذه الرائحة والتلوث اللي موجود تحت المستشفى ده"، متعجبًا من ردود الممرضات والأطباء، "المستشفى لا ذنب لها المفروض المحافظة تاخد موقف".
"دور وزارة الصحة رصد المخالفات داخل المستشفى، أما فيما عدا ذلك لا يخصنا".. بحسب الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، لافتًا إلى أن الوزارة خاطبت المحليات ومحافظة البحيرة بردم الترع والمستنقعات القريبة من مؤسسات علاجية حتى لا يؤذي المشهد المرضى، الدكتور حسام أكد أيضًا أنه جارٍ متابعة ما توصلت إليه محافظة البحيرة وإذا ثبت عدم جديتها في حل المشكلة سيغلق المستشفى فورًا.
الصورة كاملة في جريدة الوطن
No comments:
Post a Comment