قال الدكتور علي بكر، المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تغيير وزير الداخلية من مقتضيات المرحلة الحالية، التي تحتاج وزيرا جديدا لإدارة الأمن بمهارة، في ظل زيادة أحداث الإرهاب والتفجيرات.
وأضاف بكر، أن الإخوان يدركون أن وزير الداخلية الجديد يمتلك قدرات كبيرة، ويمتلك عقلية الأمن الوطني، واعتبار هذا التغيير انتصار لهم، مجرد رسالة كاذبة يرغبون في توصيلها للشارع ولأنصارهم، بأنهم لا يخشون أحدا".
كان المجلس الثوري، التابع للإخوان في تركيا، قال في بيان اليوم: "لم تكن الإطاحة بوزير الداخلية، إلا شهادة صريحة بفشل كل السياسات الأمنية التي اتبعها الوزير، وإقالته لن تعفيه من المحاكمة العادلة، التي لابد أن تطاله يوما ما، جزاء على ما اقترفت يده وما جناه في حق مصر وشعبها من خيانته لمرسي".
وأكد الدكتور يسري العزباوي، رئيس برنامج النظام السياسي المصري في مركز الأهرام للدراسات، أن الإخوان يظهرون فرحة وهمية بتغيير إبراهيم، لكنهم في الحقيقة يشعرون بالخوف من وزير الداخلية الجديد، لعلاقتهم السيئة مع جهاز أمن الدولة، والأمن الوطني الذي أشرف عليه، ويدركون أن تغيير حقيبة الداخلية في هذا التوقيت، ذكاء من الرئيس عبدالفتاح السيسي، لامتصاص حالة الغضب داخل أروقة الوزارة، بسبب زيادة أحداث العنف والانفجارات، وبالتالي الضباط كانوا بحاجة لوزير داخلية أكثر كفاءة ومهارة، ويعرف جيدا كيف يتعامل مع الحركات الإرهابية.
وأضاف "الإخوان يشعرون بالخوف من هذا الوزير، لأنه أكثر شدة وحزما، ويملك بديهيات التحرك السريع، لما لديه من معلومات عن خريطة التنظيمات الإرهابية، ومن ثم هؤلاء بفرحتهم الكاذبة، يقولون للنظام (إحنا مش خايفين والعنف سيستمر)".
وتابع، أن الدولة أرسلت من خلال هذا التغيير، رسالة قوية للتنظيمات الإرهابية، مفادها أن البلد تسعى للاستقرار ولن تتنازل عن ذلك، وعلى الإخوان أن يخافوا.
وقال الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلوم السياسية، إن "الإخوان" والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معها، بارعة في الكذب والتضليل وتجارة الوهم، وتحاول استغلال مواقع التواصل الاجتماعي، للاحتفال بتغيير وزير الداخلية، وتصوير الأمر على أنه انتصار لهم، بعد سلسلة الانفجارات وأحداث العنف، وأنهم نجحوا في إسقاط هيبة الدولة".
وأضاف "إبداء الفرحة مجرد تكتيك وتلويح للنظام، بأنهم أصبحوا على استعداد للاندماج في النظام السياسي، لكن هؤلاء من داخلهم يشعرون بالرعب من اسم الوزير الجديد، الذي يملك ملفات التنظيمات الإرهابية، لعمله السابق في جهاز الأمن الوطني، ولن يسمح بإفشال السياسات الأمنية الجديدة التي سيتبعها".
وتابع اللاوندي، أنه لا يجب على "الإخوان" أن يشعروا بالانتصار، لا سيما أن وزير الداخلية السابق لم يتم الإطاحة به كما يخيل إليهم، لكنه تولى منصبا رفيعا، وأصبح مستشارًا لرئيس مجلس الوزراء بدرجة نائب، أي أنه باقٍ في آداء دوره، لكن من منصب مختلف.
No comments:
Post a Comment