الليل يقترب من أحد قاعات الأفراح بالمدينة الهادئة، وسلاسل الإضاءة علقت عند مدخل القاعة في انتظار العروسين، والعشرات من الأهالي والأصدقاء حرصوا على الحضور باكرًا، يعلو صوت الأغاني ويتزامن معها أصوات السيارات القادمة بالقرب من بوابة القاعة ليظهر للحضور موكبًا من السيارات، يتقدمها سيارة العروسين التي زينت بالورد، ووسط زغاريد الحضور ومباركة الأب ودموع فرح الأم، بدأ الفرح.
والد العروس يستقبل "المعازيم" بابتسامة غامرة، بعد أن ارتدى أفضل ما يملك من ملابس في الليلة التي طال انتظارها، فهي ليلة زفاف ابنته، اندمج الرجل الأربعيني مع الغناء، وتعالت الصيحات المهللة والتصفيق، يمسك الحضور بيد والد العروس، الذي يعمل في تجارة الموبيليا بمدينة رأس البر في دمياط.
اعتلى الرجل المسرح، وبدأ الرقص في فرح ابنته كما هي العادة في أغلب الأفراح، وفجأة انطفأت الإضاءة وصمتت الزغاريد، وتوقفت الأغاني ذات الصوت الصاخب، لتستبدل بصوت صراخ وبكاء، وسيارة إسعاف حضرت مهرولة إلى مكان الفرح، وسط ذهول جميع الحضور، الذين رأوا جثة والد العروس، سقطت من صفوفهم، وخرجت روحه إلى بارئها، قبل أن يطمئن على ابنته البكر ذات الـ20 عامًا، ويوصلها بنفسه إلى عش الزوجية.
هاجر محمد، إحدى أصدقاء العروس، تروي تفاصيل ما حدث في اليوم الذي تحول إلى كابوس مفزع للعروس وأهلها، قائلة: "الناس كلها بعد ما كانت بتضحك وتزعرد بقت بتعيط.. العروسة طيبة ومتستاهلش اللي حصل الله يرحم أبوها ويصبرها هي وأهلها".
No comments:
Post a Comment