عام 1990 قدم أحمد زكي فيلمًا بعنوان «امرأة واحدة لا تكفي»، وكان الفيلم يحكي قصة صحفي لا يستطيع العيش مع امرأة واحدة فكان قلبه يتسع لـ3 سيدات إحداهن أرستقراطية، والأخرى مثقفة متمردة، والثالثة شعبية، فشعر بالحيرة تجاه كل واحدة.
هكذا كانت حياة «زكي».. عصفور لا يستطع العيش داخل صندوق مغلق فهو يحب الحرية والحياة، لكن ذلك كان له أثرًا سلبيًا في حياته إذ عاش وحيدًا طوال عمره وكان يستوحش وحدته فذهب للعيش في الفنادق حتى «يجد ابتسامة أو وردة في استقباله أو قطعة شيكولاتة».
رغم أنه كان يقول عن نفسه إنه الشخص الحقيقي لفيلم «امرأة واحدة لا تكفي» إلا أنه في فترة ما كان يشعر بالوحدة والحزن لذلك، وقال: «أحتاج لأسرة وأحتاج لامرأة لأسعدها وتسعدني لكنني لم أجد هذه المرأة وبعد هذه الرحلة المجهدة أصبحت أبحث عن إنسانة تخلي بالها مني، أنا أريد أن أرتاح ليس عندي جهد للشجار، أريد امرأة تصنع رجلًا وتقف بجانبه وتريحه وإذا كانت تبحث عن وظيفة مهمة فلتتزوجني، أريد امرأة تجيد التعامل مع فنان قلق لا أريدها ان تعاملني ـ كرجل عادي ـ وأنا لا يكفيني من المرأة عواطفها تجاهي يعني ليس كافيًا أن تحبني لابد أن تصادقني تصبح أختي وصديقتي وأمي وتعرف كيف تسمعني وأنا أيضا أسمعها، ولن أجعلها تندم على مساندتها لي، ومشكلتي أنني لم أعد أحتمل امرأة لديها أحلامها الخاصة».
ويضيف، في تصريحات نقلتها جريدة «الراي»: «أعترف أن هذه أنانية ولكن هذه هي الحقيقة وهذا هو شعوري أريدها موظفة تدير حياتي وأمنحها راتبها وهو عبارة عن رجل كبير يحمل قلب طفل صغير فعليها أن تعاملني معاملة الأطفال، وأعرف أن مواصفاتي صعبة ومعقدة ولهذا دائما ما أفشل ولا تدوم علاقاتي العاطفية أحب بكل ما أملك من مشاعر وأحاسيس، ثم أكتشف أن من أحببتها إنسانة لها طموحها الخاص فيبدأ الصدام بين أحلامي وأحلامها وتموت الحكاية. وأخاف أن أظل هكذا أو تمر أيامي دون أن أعيش لحظة دفء واحدة».
تزوج «زكي» زوجة واحدة، لكن حياته كان بها سيدات أخريات، وترصد «المصري لايت» 5 سيدات في حياته.
5. هالة فؤاد
تختلف هالة فؤاد عن بقية اللائي عرفهن أحمد زكي خلال حياته، فهي الفتاة الوحيدة التي اختار «الفتى الأسمر» أن يدخل معها «عش الزوجية» بإرادته، بعدما أعجب بها في بداية مشوارها الفني.
حلم «زكي»، الذي عاش طفولة موجعة بعدما توفي والده وتزوجت والدته، ببناء أسرة كبيرة والعيش في حياة هادئة مستقرة، وتكوين عائلة كبيرة مع «هالة»، وحاول إقناعها مرارًا بأن تترك مجال التمثيل وتتفرغ لبيتها وأسرتها.
بدأت القصة حين تعرف «زكي» على «هالة» في البدايات، ورأى فيها مثالًا للأنثى التي يريدها، والزوجة التي يحلم بالعيش معها، فقرر أن يفاتحها في مسألة الزواج، وكان من قبل تلك اللحظة رأى صورة لها في خبر بعنوان «أمنيتي»، قالت فيه: «أنا كان نفسي أدخل كلية الإعلام لكي أصبح مذيعة في التلفزيون»، وفقًا لما ذكرته جريدة «الراي».
تشجع «زكي» وتحدث إلى «هالة»، وقال لها إنه يستطع مساعدتها حتى تصبح مذيعة في التليفزيون، وإنها ستنجح في ذلك نظرًا لقبول الجمهور لها وشكلها المميز، وحاول أن يثنيها عن طريق الفن شارحًا لها ما تعانيه الفنانات في الوسط الفني وأن عملها بالفن سيتعارض مع رغبته في تكوين أسرة كبيرة، وبالفعل تم الزواج.
عندما علمت «هالة» أنها حامل من «زكي» كان «الفتى الأسمر» يتصور أن الدنيا بدأت تعطيه ما أراد، وأنه سيبني «المملكة» التي أرادها وحُرم منها في صغره، لكن ما حدث كان أسوأ مما توقع «زكي»، إذ بدات الخلافات بيبنه وبين حبيبته وزجته «هالة»، ووفقًا لمجلة «الراي» إذ قرأ لها تصريحًا تقول فيه إنها ستعود للفن بعد الإنجاب، فثارت ثائرته وغضب لذلك.
احتارت «هالة» بين زوجها وبين الفن، ومع زيادة المشاكل والخلافات بينهما انفصلا بعد علاقة زواج لم تستمر أكثر من سنتين، لكنه ظل دائمًا يتذكرها ويقول إنه ظلمها وإنها حبه الوحيد وإنه نادم على انه أضاعها من يديه، وظل يردد أن ابنه منها «هيثم» هو «العلاقة الصادقة والجميلة الوحيدة في حياته».
وهكذا كانت «هالة» ظلت سنوات دون زواج بعد طلاقها من والد ابنها الأول، ووقفت إلى جوار «زكي» حين باغتته أزمة صحية سافر على إثرها إلى لندن فسافرت إليه، ودارت شائعات عن عودتهما مجددًا، لكن بعد فترة تزوجت «الجميلة هالة» ومرضت بالسرطان، وكان لذلك أثرًا سيئًا على «زكي».
وقف «الفتى الأسمر» إلى جوار زوجته الأولى والاخيرة، ووفقًا لما أوردته جريدة «الراي» فإنه «حين مرضت لم يكن يعرف (زكي) كيف يتصرف، وماذا يمكن أن يقدم لها وقيل يومها إن هناك دواء في الولايات المتحدة فسعى للبحث عنه، ولكنه كان مقيدًا لأنها سيدة متزوجة، وكان الموقف حساسًا لكنه ذهب إليها في المستشفى».
ظل «زكي» وفيًا لـ«هالة»، حتى أنه حين سمع خبر وفاتها أثناء تصوير أحد أفلامه وقع مغشيًا عليه، لحزنه الشديد على زوجته ووالدة ابنه الوحيد، ويقول في أحد حوارته الصحفية: «بعد وفاة أم ابني الفنانة الراحلة هالة فؤاد سمعت الخبر وأنا أصور أحد المشاهد فسقطت مغشيا عليّ ونقلوني إلى المنزل منهارًا، وطلبت ممن معي ألا يخبروا أحدًا بما حدث لي لأن (هالة) عندما توفيت كانت زوجة رجل آخر».
عاش «زكي» بعد «هالة» وحيدًا، ولم يجد زوجة أخرى تؤنسه وحدته التي ترك لأجلها شقة المهندسين، وذهب للعيش في فندق شهير بالقاهرة، لأنه كان يكره الوحدة التي عانى منها بعد زوجته وضياع حلم تكوين أسرة كبيرة مترابطة وسعيدة.
4. نجلاء فتحي
يبدو أن الرجل الذي عاش يتيمًا وكبر وحيدًا جمعته الحياة بسيدات كثيرات، ولكن هذه المرة كانت علاقة مختلفة جمعت بين أحمد زكي والفنانة نجلاء فتحي، ربما تكون بدأت عام 1985 حين وقفت أمامه في فيلم «سعد اليتيم»، من إخراج أشرف فهمي.
وأثناء تصوير وعرض الفيلم جمعتها أخبار تفيد بأن ثمة علاقة تبدأ بينهما مغزاها الحب ومرادها الزواج، لكن الاختلافات بين طبيعة كل منهما لا تسمح بذلك لأن «نجلاء» تعلم أن حب ««زكي» لفنه وعمله لا يفوقه حب، بينما كانت تريد العيش مع رجل تكون لها الأولوية في حياته.
وكانت هناك رواية أخرى تقول إن «نجلاء» خشيت من «هوائية زكي» واندفاعاته وعصبيته وطبيعته المزاجية، خاصة أن طبيعتها عكس ذلك فخافت من الارتباط به، وكانت تلك العلاقة هي مثار الأحاديث في بداية الثمانينات، وقيل إن «نجلاء» كانت سببًا في تعجيل طلاق «هالة» من «زكي».
لم تثبت صحة أي من الروايتين من عدمهما، لكن الناقد طارق الشناوي دعم رواية وجود علاقة بين نجلاء فتحي وأحمد زكي، وقال في مقال له بجريدة «الدستور»، عام 2010: «أحمد زكي كان في حياته أكثر من فنانة سعي للارتباط ببعضهن مثل نجلاء فتحي وبعضهن لم يعلن عنه».
أما «نجلاء» نفت رواية الحب، وقالت في حوار لها عام 2002: «(أحمد) كان ولا يزال صديقًا فهو فنان عظيم بدون شك وأقلقني جدًا مرضه الأخير وأتمنى له الشفاء والعودة لجمهوره، ولكن صدقوني كل ما قيل وأثير في هذا الوقت كان شائعات لا صلة له بالحقيقة أما حكاية انفصاله عن هالة فؤاد فالقريبون من الوسط الفني يعرفون تمامًا عدم صحة هذا الكلام، فقد كنت في هذا الوقت متفرغة لفني فقط ولا أشغل نفسي بشيء سواه ولم أكن أهتم بالرد على مثل هذه الشائعات فما أكثر الشائعات التي تعرضت لها ولم أتوقف عندها».
ويقول «زكي» عنها في حوار أجراه مع المحاور مفيد فوزي بعد فوز «نجلاء» بجائزة أفضل ممثلة، من مهرجان «طشقند»، بالاتحاد السوفيتى عن فيلمها «أحلام هند وكاميليا»، الذي شاركها فيه البطولة أحمد زكي، ومن إخراج محمد خان: «نجلاء فتحى مرت بمرحلة الطفولة الفنية من خلال جيل الستينات ففى تلك الفترة كانت مثل البونبناية، فهي جميلة ولديها قبول وذلك شيء نادر ووقتها كانت تعمل أدوار البنت الشقية وكانت تستوعب بسرعة كبيرة من لحظة وقوفها أمام الكاميرا لأنها غير إنها بنت حلوة كانت مجتهدة وتقرأ كثيرا وبدأت تطوير أدائها، وتقدر تقول إن البنت الحلوة طلع لها أنياب لأنها كانت تشاهد كافة تفاصيل الإخراج والتصوير أثناء وجودها فى الاستديو وهذا ما أصقل خبرتها وكذلك كانت حريصة على إقامة علاقة صداقة بكل المحيطين بها من أول العامل فى البلاتوه إلى كل الموجودين معها فى الاستديو، وهذا جعلها تتحول إلى ممثلة عظيمة من وجهه نظرى وسيكون لها شأن كبير فى عالم التمثيل في مصر وستظل نجلاء فتحي ملكة متوجة و فنانة متفردة».
وعن بداية العلاقة بينهما حكى «الفنى الأسمر» قصته مع «نجلاء» في حواره مع «فوزي»، قائلًا: «أنا اشتغلت معاها في (إسكندرية ليه)، مع يوسف شاهين، أنا كنت وجه جديد وهي كانت ستار كبيرة جدًا، وكانت تدعمني وتنصحني، تخيل أعادت تصوير المشهد من أجلي، ففي الفيلم، كانت زوجتي تأتي لي بعد غياب وبعد أن انتهينا من التصوير، لم يعجبني أدائي، وعلى الرغم من إعجاب (شاهين) ومدير التصوير، محسن أحمد به، لكن لأنها لماحة أدركت من تعبيرات وشي بعد ما خلصنا فقالت: مالك في إيه؟، فقلت لها: مش عاجنبي أدائي وحاسس ممكن أعمله أحسن من كده، وأنا خايف أقول كده لـ(شاهين)، وأنا لسه ممثل صغير جاي أعمل كام مشهد فقالت لي: سيبني أنا حاتصرف، راحت لمحسن أحمد، تعالى نروح لـ(جو) نقوله عايزة أعيد المشهد، و فعلًا راح معاها، و(شاهين) قال لهم: المشهد حلو قوي، فرد عليه محسن أحمد قال له: حاسس أن الكامير غطت على (نجلاء) فمن رأيي نعيد المشهد عشان نكون في الـsafe side، شوف عملت إيه ومن وقتها أدركت إنها ست عظيمة، اللي تعمل ده علشان وجه جديد تبقى إيه، فهى دائمًا تنكر ذاتها من أجل إسعاد الآخرين».
3. شيرين سيف النصر
مع منتصف التسعينات قدّم «زكي» فيلمًا يقولون إنه بمقاييس السوق «تجاري»، استطاع من خلاله خطف جمهور آخر يهوى التمرد والعلاقات المتشابكة من خلال علاقة «غريبة» جمعت سيدة أرستقراطية بسائق سيارتها وكان بعنوان «سواق الهانم».
كان الفيلم من بطولته، ووقف أمام شيرين سيف النصر، التي كانت في ذلك الوقت حلم الشباب المصري، وفتاة الاحلام المثالية التي يبحث عنها الجميع، فوجدوها حية ناطقة رومانسية منطلقة أمام «الشاب الأسمر» أحمد زكي، فأحدث ذلك ضجة قوية.
العلاقة التي جمعتهما في الفيلم كانت علاقة حب، ربما تطورت في الواقع، وتناقلت الأخبار في ذلك الوقت عن وجود علاقة حب كبيرة بين «شيرين وزكي»، لكن الاختلافات في الطباع بينهما لم تشأ لتلك العلاقة أن تستمر.
لم يتحدث «زكي» عن علاقته بـ«شيرين»، لكنها صرحت عام 2010 أنه طلب منها الزواج وذهب إلى بيت أهلها لطلبها لكن عائلتها رفضت، وبعيدًا عن إمكانية تصديق الرواية أو تكذيبها فإن «شيرين» أكدت أن «زكي» كان يحبها وبشدة.
2. شهيرة
كانت تلك العلاقة يحكمها أمر آخر مختلف عن كل علاقات «زكي»، إذ حكمتها العادات والأوصول و«شهامة ابن البلد»، الذي ساعد ابنة محافظته التي جاءت إلى القاهرة.
ساعد «زكي» ابنة بلدته الزقازيق، «شهيرة» في القاهرة، وكان رفيقها حين التحقت بالعهد العالي للفنون المسرحية، وظل دائمًا إلة جوارها يقدم لها يد العون والمساعدة.
كان الرجل الذي يحافظ عليها ويحميها وينصحها، حتى أنه كان سببًا في زواجه من الفنان محمود يس بعدما كثرت الشائعات عن علاقة «شهيرة» به، فذهب «الفتى الأسمر» إلى «ياسين» وقال له إنه يجب أن يضع حدًا لما يحدث واعترض على الشكل غير الرسمي للعلاقة، فقرر «ياسين» التقدم لخطبتها ثم تزوجا رسميًا.
ظلت العلاقة بين «شهيرة» وابن بلدها «زكي» حتى أيامه الأخيرة، وزارته أكثر من مرة في المستشفى ولقنته الشهادة وقرأت له القرآن.
1. رغدة
قد تكون علاقة الفنان أحمد زكي بالفنانة السورية رغدة هي المعادلة الأصعب في حياة «الفتى الأسمر»، إذ بدأت تلك العلاقة رسميًا عام 1991 حين وقفت أمامه بطلة في فيلم «كابوريا»، من إخراج خيري بشارة، وقدمت دور السيدة المتزوجة التي تحاول إغرائه واستمالته عاطفيًا.
بدأ اسم الثنائي «رغدة وزكي» يتردد في الأوساط الفنية بعد ذلك الفيلم، خاصة انهما قدما معًا في نفس العام فيلم «الإمبراطور»، من إخراج طارق العريان، ويبدو أنه من هنا بدأت العلاقة التي انتهت بعد ذلك بـ15 عام في الغرفة رقم 2229 في مستشفى دار الفؤاد في 6 أكتوبر، حين كانت «رغدة» آخر من تواجد مع «زكي» يوم وفاته.
قدمت «رغدة» مع «زكي» فيلمين آخرين هما «استاكوزا»، و«أبو الدهب»، عام 1996، وكانا ثنائي شهير في السينما والحياة، وكان دائمًا يقول عنها «زكي» حين يسئل عنها: «هذه نصفي، هذه توأمي».
كانت علاقة لا يعرف عن خبايها كثيرون، ولعل أبرز مشاهد تلك العلاقة هو ما حدث في الأيام الأخيرة لـ«زكي» حين اشتد عليه مرض السرطان، وتركت «رغدة» كل شيء وذهبت لترافقه في رحلة علاجه وسكنت الغرفة التي بجواره في المستشفى لمدة 14 شهر.
ضربت «رغدة» مثالًا رائعًا في حبها لـ«زكي»، إذ كانت ترافقه ليلًا نهارًا، ووفقًا لمجلة «الكواكب» فإنها كانت تجلس بجانبه وتلبي أي طلب كان يطلبه، وكانت تراهنه دائمًا أنه سيعيش بينما كان يراهنها أنه سيموت، وقال لها ليلة وفاته: «أنا اللي كسبت الرهان يا (رغدة)»، لأنه كان يشعر بأن تلك هي النهاية.
حتى اللحظات الأخيرة كانت دائمًا تحاول «رغدة» التخفيف عنه والرفع من روحه المعنوية، حتى أنها أمسكت بيده وهي حزينة منهارة من البكاء، حين صرخ من الألم قبل دخوله الغيبوبة الأخيرة التي توفي بعدها مباشرة.
ما فعلته «رغدة» كان مثارًا للأقاويل والأحاديث في تلك الفترة، وترددت بعض الأخبار التي تقول إن ثمة علاقة عاطفية جمعت الاثنين وهي التي جعلت «رغدة» تلقي بكل شيء وراءها من أجل البقاء مع «زكي»، وتهتم لأمره وتتحدث مع أطبائه وتكون المسؤولة الأولى عن متابعة حالته الصحية.
وربما كانت بعض من تلك الأقاويل على حق، إذ كشفت «رغدة» بعد وفاة «زكي» بسنوات أنه عرض عليها الزواج وهو على فراش المرض، حتى يمنع عنها تلك الأوقاويل، ويزيل عنها الحرج الذي تعرضت له جراء مرافقتها له، لكنها رفضت حتى لا يقال عنها إنها وقفت إلى جواره لكونها زوجته.
وتقول «رغدة» في حوار لها عام 2013 مع مجلة «أخبار النجوم»: «ذات يوم كنا نجلس معًا و كان التليفزيون ينقل حفلًا و شاهد مريم فخر الدين تمسك بذراع أحمد مظهر وهي تصعد على خشبة المسرح في دار الأوبرا، ولن أنسى عمري هذا المشهد فقال لي: عندما نكبر مثلهم تأخذين بيدي، وأنا أصعد على خشبة المسرح ومن هنا اتفقنا على أن من يقع منا، على الطرف الأخر أن يقوم بمساندته فكنت أرفض تمامًا فكرة أن أرتبط به من أجل أن أرعاه فلو كنت قبلت عرض الزواج الذي طلبه مني كان وقتها سيفسر الآخرون وقوفي بجواره أثناء محنته على أنه واجب، لهذا رفضت طلبه من أجل ذلك».
وتضيف: «كان يقترح عليّ العرض من أجل أن يحميني من كلام الناس, فهو كان يحتضر ويعرض عليّ طلب الزواج خوفًا عليّ من الشائعات وكان وقوفي بجواره بناءً على وعد قطعته على نفسي أمامه حتى قدرني الله ان أكون بجواره حتى لفظ أنفاسه الأخيرة».
رحل «زكي» وبقيت ذكراه مع «رغدة» حتى الآن، حتى أنها قالت يومًا أنها تراه في المنام كثيرًا، وذكرت أنها بعد رحيله «شعرت بانكسار شديد» قائلة: «كما لو كنت فقدت ظلي وكأني في أيام حارة شديدة القسوة، وأنا أشعر باحتياج إلى مظلة لكي أضع رأسي تحتها فقد عشت نفس الإحساس عندما فقدت والدتي».
وبكلمات معبرة مؤثرة شرحت «رغدة» في قصيدة لها لحظات رحيل «زكي» بين يديها، مؤكدة آخر كومة مرض جاءته كان في حضنها في حديقة المستشفى: «آخر قطرة ماء عندي، آخر منديل أبيض، ماء زمزم فيه وبعض من وجهك الأسمر، آخر قبعة قطنية، تلوذ فيها آخر حبة عرق من رأسك، وبقايا رائحتك، الأحد من مارس، والوقت صباح، الكل نيام إلانا، خارج أسوار المبنى، الجو فراغ، إلا من بعض البسطاء، وبعض من شجر أخضر، وشمس مطلعها حنان، تلمس وجهك، توضئه لنقرأ بعض الآيات، رشفة ماء لا أكثر، تتلوها آه، ظلمة عينيك تسيجني، يدك الممدودة تناديني، أمسكها، أطرد خوفك ومن حولك بعض ذباب، حكايات النوم تنشدها، كطفل مصري أسمر، آه ما أقسى النوم، خذيني من هنا، فالوقت أزف، والجرح نزف، والموت مباح، رشفة ماء أخرى ورهان، ودموع في حدقات البسطاء، تكبير وتسبيح الخالق، أمل ودعاء، إني أرحل، لا لن ترحل، ورهان منه، ومني رهان، يسقط مني (أحمد)، يسقط آخر النبلاء، (أحمد) راهن يا سادة، يا سادة، (أحمد) كسب الرهان».
No comments:
Post a Comment