مجمع مدارس فيكتوريا كوليدج الإسكندريةمقاعد متهالكة، فصول خربة، عجز في طفايات الحريق، دورات مياه يملؤها الصدأ وتنبعث منها رائحة كريهة، مجموعة مشاهد تذهب بذهن من يراها إلى واقع أي مدرسة حكومية، لكن حقيقة الأمر هو المشهد الذي صدم طلاب مجمع مدارس فيكتوريا كوليدج في الإسكندرية في يومهم الدراسي الأول، بعد أن تحوَّل الصرح الذي قدَّم أفضل وسائله التعليمية لأبناء الأمراء والملوك إلى مبنى متهالك داخليًا متماسك ظاهريًا.
تحمَّلت "عبير" الانتظار أسابيع حتى تقرر إدارة "فيكتوريا كوليدج" مصير نجلها المدون على قوائم الانتظار قبل قبوله في المرحلة الابتدائية، لما سمعته عن سمعة المدرسة وجودتها التعليمية، لكن ملامح البؤس التي بدت واضحة على وجه طفلها "عمر" طالب بالصف الأول الابتدائي كانت مخالفة للانطباع الذي أخذته الأم الثلاثينية عن المدرسة فعند عودته إلى المنزل قال لها في حزن: "ماما المدرسة شكلها وحش والفصل مش جديد، زي ما شوفناه في الصور".
لم تكن عبير سعودي (35 عامًا) تعلم أن المصروفات المدرسية التي تجاوزت 4 آلاف جنيه لم تحقق راحة طفلها وإنما العكس عندما امتنع الطفل عن دخول دورة المياه؛ نظرًا لبشاعة الرائحة المنبعثة منها: "أنا بدفع تبرعات ومصاريف في مدرسة المفروض إنها دولية، لكن اللي عرفته بعد كده من أولياء أمور آخرين إن النظام العادي والأمريكان فصول سيئة، درجة تعليم تحت الصفر، حتى معايير الأمان ضد الكوارث فيه عجز.. أومال فلوسنا بتروح فين؟".
"اتخرجت منها أخيرًا" الجملة التي عبَّر بها عمر مصطفى، طالب بالصف الثالث الثانوي، بعد أن قضى أغلب عمره داخل مبنى المدرسة العريق من الظاهر فقط "المكاتب حالتها زفت بس عشان الثانوية العامة مش بنروح الملاعب مفيهاش نجيلة، حتى دورات المياه معدتك تتقلب، ولما تيجي تقولهم فينا حقنا في مدرسة نضيفة محدش يرد عليك، الله يكون في عون الأجيال الجاية"، حسب عمر مصطفى.
No comments:
Post a Comment