فوبيـــا
دراسة د. نبيل فاروق
الحلقة الرابعة
الزحف
فى دقة وحسم، وتنسيق وتنظيم ما لهم من مثيل، وفى اتجاه واضح معروف، يزحف دوماً ذلك الجيش الصغير..
جيش الحشرات..
وأياً كانت نوعية تلك الحشرات، فهى لا تتواجد منفردة أبداً، حتى ولو بدا كل منها وحيداً، يسعى إلى رزقه فى اتجاه يخصه..
فالحشرات تتواجد فى مجموعات، وبأعداد غزيرة، فى مجتمعات بعينها، أو فى بيئات تناسب نموها تماماً..
وعلى الرغم من أنه لا توجد إلا أنواع نادرة للغاية، فى الحشرات المفترسة للإنسان، ومن أن حجم أضخم حشرة، لا يمكن أن يقارن بحجم أصغر إنسان، إلا أن هناك حالات عديدة للخوف المرضى من الحشرات..
صحيح أنها ليست الأكثر شيوعاً، بين حالات (الفوبيا) الأخرى، إلا أنها ليست نادرة أو منعدمة..
وقبل أن نتحدَّث عن هذه (الفوبيا)، لابد وأن نفرِّق بين أمرين مختلفين تماماً، وهما الاشمئزاز أو (القرف) من الحشرات بأنواعها، والخوف منها..
فالعديدون منا قد يصيبهم الاشمئزاز من رؤية حشرات بعينها!
ربما لأنها ترتبط فى الأذهان بالقاذورات، أو الموت والجيفة وغيرها، بدليل أننا لا نشعر بالاشمئزاز نفسه تجاه الفراشات مثلاً، نظراً لألوانها الزاهية الجميلة..
أما الخوف المرضى، فهو أمر مختلف تماماً..
فكما أوضحنا، فى حالات (الفوبيا) السابقة، يصاب المريض بالهلع والرعب والفزع، إذا ما وقع بصره على سرب من الحشرات، وبخاصة إذا ما كانت هذه الحشرات بأعداد كبيرة!!..
وربما يعود هذا إلى ثقة الإنسان فى أن الحشرات، على الرغم من صغر وضآلة أحجامها، يمكنها أن تصبح قوة ضاربة، إذا ما اتحدت، وتآزرت، وانقضت على نحو مثابر ومنظم..
وهذا صحيح تماماً، فالنمل مثلاً يمكن أن يهاجم حشرات أخرى، تفوقه حجماً بمائة ضعف فى بعض الأحيان، ويتآزر للدغها فى مواضع شتى، حتى تنهار، وتموت، ويجعل منها مخزوناً غذائياً له..
وهناك عشرات التنبؤات العلمية، وروايات الخيال العلمى، التى حاولت تخيل ما يمكن أن يحدث، إذا ما انقلبت الحشرات على البشر، وجعلت منه خصماً، تقاتله، وتحاربه، وتسعى لدحره وهزيمته..
وفى كل الخيالات والتنبؤات العلمية، كانت الغلبة دوماً للحشرات، بأعدادها الهائلة، وانتشارها فى كل أرجاء الأرض، وتنوعاتها التى تبلغ مئات الفصائل، وآلاف الأنواع..
ومعظمنا لم يقرأ هذه الدراسات العلمية أبداً، إلا أن بعضنا يحمل خوفاً مرضياً من الحشرات..
ومن حسن الحظ، أن (فوبيا) كل أنواع الحشرات حالة شديدة الندرة، حتى تكاد تكون منعدمة، إذ أن صاحبها لن يمكنه تفادى كافة أنواعها، حتى ولو حبس نفسه فى وعاء معقَّم كما يقولون..
ولكن هناك (فوبيا) تجاه أنواع بعينها من الحشرات، وعلى رأسها (فوبيا) العناكب..
فلسبب ما، ترتبط العناكب فى أذهان البعض بالرعب والموت والفزع، فهى تصنع شبكاتها، وتترقب الفريسة، التى تلتصق بالشبكة، لتنقض عليها بلا رحمة، وتمتص حياتها بلا هوادة..
وربما يتصور المرضى بهذا النوع من (فوبيا) العناكب، أنهم مجرد حشرات صغيرة، قد تقع يوماً فى شباك العناكب، التى تنقض عليها أيضاً، بلا رحمة أو هوادة..
أو أنهم ضحايا بعض الأفلام القديمة، التى تحدَّثت عن عناكب عملاقة، تهاجم البشر، وتوقعها فى شبكاتها، ثم تلتهما فى مشاهد مرعبة، تفنَّن فى تقدميها وتصويرها مبدعو (هوليود) ومخرجوها..
أو أنه خوف غريزى، يرتبط بالموت، وكل ما يمكن أن يسببه للبشر، أو حتى للحشرات الأخرى..
و(فوبيا) العناكب هذه لا ترتبط بأنواع بعينها منها، أو حتى بالأحجام الكبيرة دون الصغيرة، بل هى (فوبيا) شاملة، تتعلَّق بكل أنواع وأصناف وأحجام العناكب.. الكبير منها والصغير، والوديع والمفترس، وكل ما يجرى على أقدام ثمان..
والعناكب فى حد ذاتها فصيلة خاصة جداً من الحشرات، لها ثمانية أرجل، وليس ستة كسائر الحشرات، وهى ضرورية تماماً لإتمام دورة الحياة الطبيعية، شأنها شأن باقى الفصائل، إذ أنها تفتك بعدد من الأنواع الضارة، وسمها كاف لتخدير الفريسة، وقليل منها يفرز أنواعاً من السموم، يمكنها قتل البشر!..
ومن أسفل مؤخرة الكتلة الخلفية للعناكب، تبرز المغازل، وهى مراكز تكوين مادة حريرية، تصنع منها العناكب شباكها، ومنازلها، وشراكها، وأكياس بيضها أيضاً، كما تستعمل خيوط العناكب هذه، فى صناعة بعض الآلات البصرية الدقيقة..
وفى بعض الدراسات، يقول فريق من العلماء أن العناكب تتميَّز بحاسة سادسة عجيبة، وقدرة مدهشة على التنبؤ المستقبلى، تتمثَّل فى فرارها المبكِّر، من أية محاولة لاقتناصها أو السيطرة عليها..
ويقول الهنود أن عقل الإنسان يرتبط أحياناً بعقول العناكب، عبر هذه الحاسة السادسة الخاصة، وأن هذا قد يكون السبب الرئيسى لما يعرف باسم (فوبيا) العناكب..
ولكن هذه مجرَّد أقوال بدائية، لا توجد أية دراسات علمية يمكن أن تؤيدها؛ لأن الحاسة السادسة فى حد ذاتها، سواء لدى الإنسان أو العناكب، لم تجد من يمكنه إثباتها أو تأييدها بعد، فى أية مراجع علمية أو طبية..
ولقد بحث العديد من العلماء عن تاريخ واضح، يمنحنا سبباً باطنياً مقبولاً ومعقولاً لهذا النوع من (الفوبيا)، إلا أن معظم المصابين بها ليست لديهم أية أسباب فى طفولتهم أو حداثتهم، تدفعهم إلى خوف مرضى من العناكب، بل أن بعضهم يصاب بهذا الخوف أو الهلع الفائق فى فترات الطفولة والصبا، وبعضهم يمتد به الخوف إلى كل ما يتحرَّك بأسلوب مشابه للعناكب، حتى لو كان ينتمى لفصائل أخرى أو متباعدة، كسرطان البحر مثلاً، بل وحتى لو كان فى صورة آلية أو هيكلية..
وهذا يعنى أن السبب ما زال مجهولاً تماماً، تحت أية مقاييس، وأنه ينشأ من أعمق أعماق المخ البشرى، أو أغوار عقلنا الباطن، أو يكمن فى مكان غامض مجهول من جيناتنا الوراثية..
وعدد المصابين بالخوف المرضى من العناكب عديدون وكثيرون، ومنتشرون فى أركان الأرض الأربعة، وفى كل قارات الدنيا، حتى فى أدغال (أفريقيا)، التى تحوى عشرات الأنواع من العناكب، التى تتراوح بين الميكروسكوبيات والشعريات، وذات الأحجام الضخمة الرهيبة..
وبالنسبة لأنواع (فوبيا) الحشرات، تحتل (فوبيا) العناكب المركز الأوَّل بلا منازع، ولا تنافسها سوى (فوبيا) النحل والدبابير..
وهذه (الفوبيا) الأخيرة تبدو منطقية ومفهومة إلى حد كبير، فعلى الرغم من احترامنا وتقديرنا الشديدين للنحل، باعتباره مصدراً للعسل، الذى يحوى شفاءً، إلا أننا نعلم جيِّداً كم تؤلم لدغة النحل، وكم تؤلم أكثر لدغة الدبابير، مما يفسِّر الخوف المرضى لبعض الناس منهما..
وعلى عكس (فوبيا) العناكب، يرى العلماء أن (فوبيا) النحل والدبابير مكتسبة وليست أساسية، فالطفل قد يخاف النحلة أو الدبور، عندما يحومان حوله، بأزيزهما المتصل، وقد يبكى وينكمش على نفسه، ولكنه إذا ما رآهما ساكنين، فقد تمتد يده للعب بأيهما، مما يعرِّضه للدغة مؤلمة، تتكوَّن بعدها هذه
(الفوبيا)..
وإلى الأبد..
و(فوبيا) النحل والدبابير قد تكون غريزية أيضاً، لدى بعض الناس، الذين يعانون من حساسية مفرطة، تجاه لدغات النوعين، والذين تكفى لدغة واحدة، لتنتفخ أجسادهم وتتورَّم، ويقضون نحبهم أيضاً، لو لم يتم علاجهم فى الوقت المناسب، وبالسرعة الكافية..
والسؤال الحائر هنا هو كيف يدرك هؤلاء أنهم مصابون بالحساسية المفرطة بسم النحل والدبابير، بحيث يصيبهم هذا النوع من (الفوبيا)؟!..
أهى غريزة، أم نوع من الاتصال العقلى الفائق، أم هو استبصار خارق للمستقبل؟!..
والجملة الأخيرة قد تدهشك، إلا أنها تحمل لمحة من الحقيقة، على نحو فجَّر حيرة العلماء، على نحو كبير، وهم يدرسون بعض الأنواع الأخرى من هذه (الفوبيا) العجيبة..
أنواع مدهشة..
للغاية.
دراسة د. نبيل فاروق
الحلقة الرابعة
الزحف
فى دقة وحسم، وتنسيق وتنظيم ما لهم من مثيل، وفى اتجاه واضح معروف، يزحف دوماً ذلك الجيش الصغير..
جيش الحشرات..
وأياً كانت نوعية تلك الحشرات، فهى لا تتواجد منفردة أبداً، حتى ولو بدا كل منها وحيداً، يسعى إلى رزقه فى اتجاه يخصه..
فالحشرات تتواجد فى مجموعات، وبأعداد غزيرة، فى مجتمعات بعينها، أو فى بيئات تناسب نموها تماماً..
وعلى الرغم من أنه لا توجد إلا أنواع نادرة للغاية، فى الحشرات المفترسة للإنسان، ومن أن حجم أضخم حشرة، لا يمكن أن يقارن بحجم أصغر إنسان، إلا أن هناك حالات عديدة للخوف المرضى من الحشرات..
صحيح أنها ليست الأكثر شيوعاً، بين حالات (الفوبيا) الأخرى، إلا أنها ليست نادرة أو منعدمة..
وقبل أن نتحدَّث عن هذه (الفوبيا)، لابد وأن نفرِّق بين أمرين مختلفين تماماً، وهما الاشمئزاز أو (القرف) من الحشرات بأنواعها، والخوف منها..
فالعديدون منا قد يصيبهم الاشمئزاز من رؤية حشرات بعينها!
ربما لأنها ترتبط فى الأذهان بالقاذورات، أو الموت والجيفة وغيرها، بدليل أننا لا نشعر بالاشمئزاز نفسه تجاه الفراشات مثلاً، نظراً لألوانها الزاهية الجميلة..
أما الخوف المرضى، فهو أمر مختلف تماماً..
فكما أوضحنا، فى حالات (الفوبيا) السابقة، يصاب المريض بالهلع والرعب والفزع، إذا ما وقع بصره على سرب من الحشرات، وبخاصة إذا ما كانت هذه الحشرات بأعداد كبيرة!!..
وربما يعود هذا إلى ثقة الإنسان فى أن الحشرات، على الرغم من صغر وضآلة أحجامها، يمكنها أن تصبح قوة ضاربة، إذا ما اتحدت، وتآزرت، وانقضت على نحو مثابر ومنظم..
وهذا صحيح تماماً، فالنمل مثلاً يمكن أن يهاجم حشرات أخرى، تفوقه حجماً بمائة ضعف فى بعض الأحيان، ويتآزر للدغها فى مواضع شتى، حتى تنهار، وتموت، ويجعل منها مخزوناً غذائياً له..
وهناك عشرات التنبؤات العلمية، وروايات الخيال العلمى، التى حاولت تخيل ما يمكن أن يحدث، إذا ما انقلبت الحشرات على البشر، وجعلت منه خصماً، تقاتله، وتحاربه، وتسعى لدحره وهزيمته..
وفى كل الخيالات والتنبؤات العلمية، كانت الغلبة دوماً للحشرات، بأعدادها الهائلة، وانتشارها فى كل أرجاء الأرض، وتنوعاتها التى تبلغ مئات الفصائل، وآلاف الأنواع..
ومعظمنا لم يقرأ هذه الدراسات العلمية أبداً، إلا أن بعضنا يحمل خوفاً مرضياً من الحشرات..
ومن حسن الحظ، أن (فوبيا) كل أنواع الحشرات حالة شديدة الندرة، حتى تكاد تكون منعدمة، إذ أن صاحبها لن يمكنه تفادى كافة أنواعها، حتى ولو حبس نفسه فى وعاء معقَّم كما يقولون..
ولكن هناك (فوبيا) تجاه أنواع بعينها من الحشرات، وعلى رأسها (فوبيا) العناكب..
فلسبب ما، ترتبط العناكب فى أذهان البعض بالرعب والموت والفزع، فهى تصنع شبكاتها، وتترقب الفريسة، التى تلتصق بالشبكة، لتنقض عليها بلا رحمة، وتمتص حياتها بلا هوادة..
وربما يتصور المرضى بهذا النوع من (فوبيا) العناكب، أنهم مجرد حشرات صغيرة، قد تقع يوماً فى شباك العناكب، التى تنقض عليها أيضاً، بلا رحمة أو هوادة..
أو أنهم ضحايا بعض الأفلام القديمة، التى تحدَّثت عن عناكب عملاقة، تهاجم البشر، وتوقعها فى شبكاتها، ثم تلتهما فى مشاهد مرعبة، تفنَّن فى تقدميها وتصويرها مبدعو (هوليود) ومخرجوها..
أو أنه خوف غريزى، يرتبط بالموت، وكل ما يمكن أن يسببه للبشر، أو حتى للحشرات الأخرى..
و(فوبيا) العناكب هذه لا ترتبط بأنواع بعينها منها، أو حتى بالأحجام الكبيرة دون الصغيرة، بل هى (فوبيا) شاملة، تتعلَّق بكل أنواع وأصناف وأحجام العناكب.. الكبير منها والصغير، والوديع والمفترس، وكل ما يجرى على أقدام ثمان..
والعناكب فى حد ذاتها فصيلة خاصة جداً من الحشرات، لها ثمانية أرجل، وليس ستة كسائر الحشرات، وهى ضرورية تماماً لإتمام دورة الحياة الطبيعية، شأنها شأن باقى الفصائل، إذ أنها تفتك بعدد من الأنواع الضارة، وسمها كاف لتخدير الفريسة، وقليل منها يفرز أنواعاً من السموم، يمكنها قتل البشر!..
ومن أسفل مؤخرة الكتلة الخلفية للعناكب، تبرز المغازل، وهى مراكز تكوين مادة حريرية، تصنع منها العناكب شباكها، ومنازلها، وشراكها، وأكياس بيضها أيضاً، كما تستعمل خيوط العناكب هذه، فى صناعة بعض الآلات البصرية الدقيقة..
وفى بعض الدراسات، يقول فريق من العلماء أن العناكب تتميَّز بحاسة سادسة عجيبة، وقدرة مدهشة على التنبؤ المستقبلى، تتمثَّل فى فرارها المبكِّر، من أية محاولة لاقتناصها أو السيطرة عليها..
ويقول الهنود أن عقل الإنسان يرتبط أحياناً بعقول العناكب، عبر هذه الحاسة السادسة الخاصة، وأن هذا قد يكون السبب الرئيسى لما يعرف باسم (فوبيا) العناكب..
ولكن هذه مجرَّد أقوال بدائية، لا توجد أية دراسات علمية يمكن أن تؤيدها؛ لأن الحاسة السادسة فى حد ذاتها، سواء لدى الإنسان أو العناكب، لم تجد من يمكنه إثباتها أو تأييدها بعد، فى أية مراجع علمية أو طبية..
ولقد بحث العديد من العلماء عن تاريخ واضح، يمنحنا سبباً باطنياً مقبولاً ومعقولاً لهذا النوع من (الفوبيا)، إلا أن معظم المصابين بها ليست لديهم أية أسباب فى طفولتهم أو حداثتهم، تدفعهم إلى خوف مرضى من العناكب، بل أن بعضهم يصاب بهذا الخوف أو الهلع الفائق فى فترات الطفولة والصبا، وبعضهم يمتد به الخوف إلى كل ما يتحرَّك بأسلوب مشابه للعناكب، حتى لو كان ينتمى لفصائل أخرى أو متباعدة، كسرطان البحر مثلاً، بل وحتى لو كان فى صورة آلية أو هيكلية..
وهذا يعنى أن السبب ما زال مجهولاً تماماً، تحت أية مقاييس، وأنه ينشأ من أعمق أعماق المخ البشرى، أو أغوار عقلنا الباطن، أو يكمن فى مكان غامض مجهول من جيناتنا الوراثية..
وعدد المصابين بالخوف المرضى من العناكب عديدون وكثيرون، ومنتشرون فى أركان الأرض الأربعة، وفى كل قارات الدنيا، حتى فى أدغال (أفريقيا)، التى تحوى عشرات الأنواع من العناكب، التى تتراوح بين الميكروسكوبيات والشعريات، وذات الأحجام الضخمة الرهيبة..
وبالنسبة لأنواع (فوبيا) الحشرات، تحتل (فوبيا) العناكب المركز الأوَّل بلا منازع، ولا تنافسها سوى (فوبيا) النحل والدبابير..
وهذه (الفوبيا) الأخيرة تبدو منطقية ومفهومة إلى حد كبير، فعلى الرغم من احترامنا وتقديرنا الشديدين للنحل، باعتباره مصدراً للعسل، الذى يحوى شفاءً، إلا أننا نعلم جيِّداً كم تؤلم لدغة النحل، وكم تؤلم أكثر لدغة الدبابير، مما يفسِّر الخوف المرضى لبعض الناس منهما..
وعلى عكس (فوبيا) العناكب، يرى العلماء أن (فوبيا) النحل والدبابير مكتسبة وليست أساسية، فالطفل قد يخاف النحلة أو الدبور، عندما يحومان حوله، بأزيزهما المتصل، وقد يبكى وينكمش على نفسه، ولكنه إذا ما رآهما ساكنين، فقد تمتد يده للعب بأيهما، مما يعرِّضه للدغة مؤلمة، تتكوَّن بعدها هذه
(الفوبيا)..
وإلى الأبد..
و(فوبيا) النحل والدبابير قد تكون غريزية أيضاً، لدى بعض الناس، الذين يعانون من حساسية مفرطة، تجاه لدغات النوعين، والذين تكفى لدغة واحدة، لتنتفخ أجسادهم وتتورَّم، ويقضون نحبهم أيضاً، لو لم يتم علاجهم فى الوقت المناسب، وبالسرعة الكافية..
والسؤال الحائر هنا هو كيف يدرك هؤلاء أنهم مصابون بالحساسية المفرطة بسم النحل والدبابير، بحيث يصيبهم هذا النوع من (الفوبيا)؟!..
أهى غريزة، أم نوع من الاتصال العقلى الفائق، أم هو استبصار خارق للمستقبل؟!..
والجملة الأخيرة قد تدهشك، إلا أنها تحمل لمحة من الحقيقة، على نحو فجَّر حيرة العلماء، على نحو كبير، وهم يدرسون بعض الأنواع الأخرى من هذه (الفوبيا) العجيبة..
أنواع مدهشة..
للغاية.
يتبع