شن راشد الغنوشى، رئيس حزب النهضة فى تونس، هجوماً حاداً على «إخوان مصر»، وقال إنهم أخذوا عبرة كبيرة مما حدث فى القاهرة، وخطوات الإخوان والإسلاميين الخاطئة وراء خسارتهم فى أكثر من جولة، مضيفاً: «نحن اعتبرنا بغيرنا وبهذه التجارب، وتونس والديمقراطية أغلى علينا من النهضة، أنا ليس لدىّ مشكلة فى أن أنتقل من السلطة إلى المعارضة، لكن لا أحب أن أنتقل من السلطة إلى السجن، أو من السلطة للمهجر، هذا لا يسمى انتقالاً». وتابع فى حوار مع جريدة «الخبر» الجزائرية، أمس الأول: «تونس والديمقراطية أغلى علينا من النهضة، ولو عمل بذلك إخواننا فى مصر، وقالوا مثلما قلنا: مصر والديمقراطية أغلى علينا من الإخوان، لربحت مصر، وربح الإخوان، وربحت الثورة، ولما كان مآل ثورة يناير فى مصر هو هذا الليل المظلم الدامى الذى لا يعرف أحد أين ينتهى ولا متى ولا كيف».
وأضاف «الغنوشى»: «الديمقراطية ليست مجرد صندوق انتخابات، أو بمعنى آخر أن صندوق الانتخابات ليس هو الضمانة الوحيدة لنجاح الديمقراطية، هذه الرؤية هى خلاصة للدرس الذى غاب عن الإسلاميين فخسروا أكثر من جولة، وخاصة فى مصر».
من جهة أخرى كشفت مصادر إخوانية لـ«الوطن»، عن أن التنظيم الدولى للإخوان، أعد خطة لمواجهة غلق قناة «الجزيرة مباشر مصر» القطرية، وخصص أكثر من 60 مليون جنيه كدفعة أولى، لتمويل عدد من القنوات الإخوانية من بينها «مصر الآن، ورابعة، ومكملين»، بهدف تطوير أدائها خلال الفترة المقبلة، ومحاولة تكرار تجربة «الجزيرة».
وكانت «قطر» قد قررت إغلاق «الجزيرة مباشر مصر»، استجابة للضغوط الخليجية، فى إطار المصالحة التى قادها خادم الحرمين الشريفين.
وأضافت المصادر، أن الإخوان كلفوا قطب العربى، أحد الكوادر الإخوانية، بتشكيل لجنة تتضمن عدداً من الإعلاميين التابعين للتنظيم، خصوصاً ممن شاركوا فى تجربة قناة الجزيرة، بهدف الوصول إلى تصور لتطوير الإعلام الإخوانى، وبحث تدشين قناة جديدة بخلاف القنوات القائمة، لمهاجمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتشويه النظام، كما أشارت المصادر إلى أن «دولى الإخوان» طلب من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، تدشين قناة من تركيا، مهتمة بالشأن المصرى، تكون بديلة لقناة الجزيرة، ما وعد «أردوغان» بدراسته. ودشنت اللجان الإلكترونية، حملة ترويجية لتسويق القنوات التابعة للإخوان، ودعت أنصار «مرسى» لمتابعتها ودعمها حتى تستطيع الاستمرار، وقالت صفحة «كلنا علاء صادق»، التابعة للإخوان: «يجب أن يشارك كل رافضى الانقلاب، فى دعم قنوات رابعة ومكملين، والشرق خصوصاً بعد أن أغلقت قناة الجزيرة». وقال محمد ياسين، أحد الكوادر الشبابية بالتنظيم، إن غلق «الجزيرة» تسبب فى مشكلة كبيرة، لأنها كانت بمثابة الظهير الإعلامى للإخوان، والمرحلة المقبلة ستشهد البحث عن بديل إعلامى قوى سواء من خلال القنوات الحالية التابعة للإخوان، أو تأسيس قناة جديدة. وأضاف: «المشكلة الحالية ناتجة عن فشل التنظيم فى تأسيس إعلام قوى على مدار الأعوام الماضية، على الرغم من التجارب الإعلامية العديدة، التى أشرف على بعضها المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد، وعلى رأسها جريدة الحرية والعدالة، وموقع إخوان أون لاين، إلا أن التنظيم لم يستطع المنافسة مع القنوات الأخرى، وأن يكون مؤثراً على الخريطة الإعلامية».
وفى سياق متصل، قال عماد صابر، أحد أعضاء «برلمان الإخوان» فى تركيا: «أرسلنا عدداً من الخطابات إلى رؤساء البرلمانات فى مجموعة من الدول الأوروبية، وفى مقدمتها خطاب إلى رئيس البرلمان الأوروبى، جيرزى بوزيك، لحضور جلسة البرلمان المقبلة، للاستماع إلى انتهاكات النظام المصرى ضد أنصار مرسى».
وقال مصطفى حجاج، أحد قيادات التنظيم، إن «برلمان الإخوان» أرسل خطابات إلى أغلب السفارات الغربية تتضمن ملفات حول «الجرائم»، حسب تعبيره، التى يرتكبها النظام فى مصر.
No comments:
Post a Comment